أكتب معنا
آراء ومقالات

مجتزأ من مقال نشرته بتاريخ 13 يونيو 2023 بعنوان : هل طول أمد الحرب في مصلحة التمرد ؟

محمد الفاتح ::
“وهنا بكل وضوح نقول أن طول أمد الحرب له أثار سياسية سلبية على القوات المسلحة، وذلك بسبب ضعف وهشاشة جهاز الدولة وغياب الحكومة التنفيذية تماماً، (يستثنى من ذلك وزارة الخارجية والتي أبدت قدرة فائقة على الحركة و المناورة الدبلوماسية وحققت انتصارات سياسية مبهرة لا تقل أهمية عن الانتصارات العسكرية)، لذا يجب على مجلس السيادة الانتقالي اتخاذ تدابير عاجلة من شأنها تفعيل الدور الحكومي المدني في تخفيف الأثار الاقتصادية والاجتماعية لهذه الحرب بما في ذلك تشكيل حكومة طوارئ وتعيين رئيس وزراء مدني أو عسكري ذو رؤية وكفاء مهنية عالية تمكنه من تفعيل جهاز الحكومة والتركيز على تطبيع الحياة المدنية في ولايات السودان المختلفة وإنقاذ القطاعات الخدمية الحيوية وعلى رأسها القطاع الصحي، ويمكن هنا الإشارة إلى الأثر الإيجابي الذي أحدثه تعيين نائب لرئيس مجلس السيادة الانتقالي وبالأخص على صعيد التحركات الدولية.
إن الدور الحكومي المدني يتعدى الجانب التنفيذي والخدمي إلى منحى أكثر أهمية وهو حشد طاقات الشعب السوداني عبر هيئاته المدنية المختلفة نحو دعم المجهود الحربي والسياسي للقوات المسلحة، حيث يتعذر على الجيش التواصل الفعّال مع المجتمع السوداني بسبب إنشغاله بالعمليات هذا أولاً، وبسبب أن الجيش في الأساس غير مُهيأ في تركيبته للعب الأدوار السياسية، مع الأخذ في الاعتبار وجود حاضنة سياسية للتمرد توفر له الدعم الدولي والسياسي.
إن وجود مسؤولين حكوميين (على رأس الوزارات والولايات) لا يمتلكون الحس السياسي والشجاعة اللازمة لمساندة الجيش هو أكبر عبء على القوات المسلحة حيث أصبحت الحكومة مثل (الترلة المنفسة) في ظهر الجيش، أما الشخصيات الضعيفة والمسؤولين الجبناء والمتخاذلين الذين هربوا إلى دول الجوار ومنهم قيادات أمنية رفيعة فسيأتي وقت حسابهم أمام الشعب السوداني وستلاحقهم الخيبات واللعنات إلى يوم يبعثون.
ختاماً لا تخالجنا ذرة شك في أن الجيش السوداني قادر على حسم #معركة_الكرامة لصالح الشعب، و قادر على وأد مخطط محور الشر الرامي لاختطاف الدولة الوطنية لصالح أسرة آل دقلو، كل ذلك يتطلب من الشعب السوداني الوعي بأبعاد المعركة و مزيداً من الصبر والاحتساب.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خدماتنا
زر الذهاب إلى الأعلى