أكتب معنا
آراء ومقالات

الطريق الثالث – رمضان في السودان !

الطريق الثالث – بكري المدني

رمضان في السودان !

أتى إلينا رمضان هذا العام بعد صعوبات جمة مرت بها بلادنا حتى كدنا في بعضها ان نفقد الأمل فى بقائها وفي استمرارها ولعل في رمضان هذا فرصة للمراجعة وللتدبر على المستويين الخاص والعام

ان قلبنا دفتر الأيام للسنة الجاربة ما بين رمضان الذي مضى ورمضان الذي بين يدينا سوف نحزن على رحيل الكثيرين الذين كانوا بيننا ممن تخطفتهم يد المنون بالكورونا وغيرها ولم يتوقف الموت حتى خطف الأستاذ السر قدور الذي ارتبط عندنا لأكثر من عقد من الزمان برمضان وامسياته وحكاياته

ستكتشف مع رمضان هذا أخوة لنا اضطرتهم الحياة وتقلب الأيام للهجرة والاغتراب منهم حبيبنا ضياء الدين بلال -أبو رنا – والذي هاجر على الرغم من إنه (ما زول غربة -الا الظروف جابرا)!

ونقف في رمضان هذا على تبدل حياتنا تحت ضربات الغلاء الطاحن والذي عصف بالكثير من الترتيبات المعلومة لرمضان كل عام فقلت روائح (الحلو – مر)التى كانت تعطر شوارع الأحياء معلنة عن قدومه واختفت مظاهر الطرود و(الأكياس )المحمولة قبله صوب المنازل مع رضا الكبار وبهجة الصغار

تقلص عدد المانحين من حاجة أو شح ضرب النفوس التى كانت تتسع لتسع الكثيرين وإن حافظ قلة على المسلك فكان معاوية البرير عند الموعد وجمال الوالى على العهد وأشرف كاردينال يخرج فاطمة الصادق من دائرة الأحزان الخاصة لتجبر خاطر الغلابة فلا تلين لهم قناة في هذا الشهر الكريم في زمان لئيم !

عام جاري من رمضان الذي مضى الى رمضان الذي بين يدينا عرفت فيه بلادنا القتل العمد على الرأس والصدر واتسعت ثغرة الأمن ودخلت علينا ثقافة السلب والنهب والقنص حتى أصبح المرور عبر أزقة السوق العربي وبعض شوارع الخرطوم أقرب للمشي في التورا بورا وتحولت بعض الأطراف الى كيجالي أيام الحرب وما بين الدهشة واللحظة هناك شهيد ومخطوف ومنهوب!

كلنا فى حاجة لأن نتوقف على المستويين العام والخاص للمراجعة وللمحافظة على السودان وعلى رمضان الذي كان (أحلى في السودان )!

أولى محطات التوقف ان ننبذ خطاب الكراهية الذي اورثنا الخراب والدمار وان نتصالح مع انفسنا اولا ونسامح بعضنا ثانيا ونعرف حق الآخر وحقه في ان يكون آخرا ونعلم أن الاختلاف على المطلق اثراء للتنوع -حكمة الله في خلقه -وليس مدعاة للإقصاء والإلغاء

ثانى محطات التوقف ان نتدبر نعم الله علينا والذي وهب بلادنا من الموارد والثروات ما تكفى حاجتنا وتزيد وتفيض على الآخرين وان استثمار هذى الموارد والعمل المشروع (الحلال الطيب ) كفيل بأن يخرج الكثيرين من مربع الحاجة والفقر الى فضاءات الكفاية والكرامة والتفضل على الآخرين

ان بلادنا -السودان -عظيمة بتاريخها كواحدة من أقدم مواطن البشر على الأرض وثرية بجفرافيتها وهى أرض هجرات من قديم شكلت واقعنا المعاصر فوق تاريخنا القديم وهذه البلاد تتسع للمزيد ما اتسعت النفوس

آمل أن تمر ايام رمضان ولياليه بلسما على السودان وإنسان السودان وان تهل أيام العيد وقد عادت البسمة تشق طريقها عبر الدموع فهذى البلاد تستحق ونحن نستحق هذى البلاد وكل عام والجميع بخير وليبقى دائما (رمضان أحلى في السودان )!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خدماتنا
زر الذهاب إلى الأعلى