أكتب معنا
آراء ومقالات

المحكمة تبرئ د عوض الجاز

عوض الجاز رجل والرجال قليل

عوض الجاز

رجل والرجال قليل

 

 

(الناس ابل مائه لاتجد فيها الا راحله)

 

 

برأت اليوم المحكمه الدكتور عوض احمد الجاز وهو رجل قد لا يكرره التاريخ وسيخلد اسمه ليس فى السودان فحسب وانما فى كل الامه التى تنشد الاستقلال وتسعى للخروج من ربقة الغرب المستعبد للشعوب المستضعفه والطامع فى خيراتها.

عوض الجاز اراده لاتلين وهمه لاتضعف وطموح لا يصغر. تربى عوض الجاز فى اسره كادحه تكسب رزقها فى فلاحة الارض ونشأ عصاميا لم تحدثه نفسه بالدعه ولم يتوق جسده ولم يخلد للراحه يوما فقسم صباه بين الجد فى التعلم والتعب فى الكسب والعمل.

 

تخصص د عوض فى علم الاداره ونال شهاداته العليا من الولايات المتحده الامريكيه وقد اجتمعت فيه موهبته الاداريه الفطريه ونال قمة العلوم الاداريه فانجبت منه شخصيه فذه فى القدره على التخطيط والتفيذ والمتابعه جنبا الى التزامه بقيم الدين وتشربه بها فجعلت سائر حركته وكسبه مشيا سويا على صراط مستقيم .

 

تولى د.عوض الجاز ومنذ بواكير شبابه اخطر الملفات فى تنظيم الحركه الاسلاميه مذ ان كان مشروعا نخبويا صغيرا مرورا بالمعارضه الشرسه لنظام النميرى بلغت حد اعدام عدد من رفقائه بعد حركة ٧٦ يوليو ثم المطارده والسجون مرورا بمرحلة المصالحه مع النظام والتى انتهت بضرب الحركه الاسلاميه واعتقال قيادات ثمنا لفك العزله الاقتصاديه عن نظام نميرى وتطبيقا للوصفه الامريكيه والتى جاءت عقب زيارة جورج بوش الاب نائب الرئيس الامريكى وقتذاك.

 

د.عوض الجاز كان من الاوائل الذين نفذوا الرؤيه الاسلاميه للنظام المصرفى ونبذ ربا الجاهليه الى الابد فى ظل تحديات داخليه وخارجيه تولى فيها د.عوض ادارة بنك التضامن الاسلامى احد اعمدة البنوك الاسلاميه.

 

 

لم يكون د.عوض بعيدا من الملفات حين تنكبت البلاد عقب انتفاضة ابريل ضد النظام المايوى والتى شهدت البلاد ضعفا واستباحه وتمددا لحركة التمرد وسقوطا للمدن فى الجنوب وانهيارا فى جيش البلاد واستهتارا من الاحزاب الطائفيه تجسدت فى مقولة احد رموز حكومتها

(يعنى شنو لو سقطت

 الكرمك ماسقطت برلين)

حتى صدقت مقولة الشريف زين العابدين الهندى وخلدها التاريخ (الحكومه دى لو خطفها كلب مابنقول ليهو جر).

 

 

وجاءت الانقاذ المباركه من ضباط وقاده عركتهم المعارك فى الجنوب عانوا من نقص الزخائر والمهمات وهوان القاده وعاشوا استهتار القياده السياسيه وانشغالها بالمعارك الحزبيه عن امن واقتصاد اهل السودان وهنا نستدعى حديث د الترابى رحمه الله قائد الحركه الاسلاميه وقت ذاك(هذه سنن الامم الهالكه كلما احاطت بها الاخطار انشغل قادتها بالملهيات وتماروا بالنزر

لقد اصبحت الديمقراطيه اليوم اشلاءا بعد ان كانت اشكالا . القصر الذى كان حتى الامس رمزا للحاكم والمعارض اصبح اليوم يحوى فئة بعضها تنكرها احزابها واخرى جاءت بتدبير ليل القصر يجتمع فى القصر ) جاء هذا الحديث بعد اخرجت مذكرة القوات المسلحه اخرجت الجبهه الاسلاميه من حكومة الوفاق الوطنى وكان الانقلاب الذى سبق انقلاب الانقاذ وقام به نفس المجموعه التى اصمت الآذان بمفردة الانقلاب ومن ورائهم سادتهم الذين ارسلوا فولكرهم اليوم

 

لم يكن د.عوض بعيدا من مشروع الانقاذ الذى اعاد للبلاد هيبتها المفقوده وامنها الموؤد ورتق نسيجها المفتوق.

تولى ملفات ساخنه مليئه بالتحديات العظام منها وزرارة التجاره والبلاد ليس فيها قطرة بترول كما تعيش عجزا فى كل شيئ حتى حبوب الذره ونذر المجاعه تخيم عليها من كل باب ولاتملك من قمطير فى العمله الصعبه.

فقاد هذا الملف الهام وقسم محصولات البلاد بالسويه كالاشعريين اوقيه وجرامات عدلا وكرامة.

 

 

ثم تولى وزارة النفط والسودان يومها يعتمد على الاعانات والهبات يجود بها الاكرمون من الابعدون ويبخل بها المقربون حتى فتحت على يديه ابار البترول فى ابوجابره وشارف وهجليج وشاهد الناس من البحر الاحمر وحتى جنوب كردفان وغرب النوير لاول مره الحفارات تحفر الاخاديد و قوافل الجرارات تحمل الانابيب الضخمه فكانت المصافى فى الابيض والجيلى وموانئ البترول ومحطات الضخ 

كان د.عوض ينجز كل ذلك فى رهق النهار ويسهر فى تأمين ظهر الانقاذ وسد الفجوات والثغور مع اخوة له كرام.

 

 

رافقت د.عوض فى الاعوام من ٢٠٠١ وحتى ٢٠٠٥ الى رحلات راتبه الى مناطق البترول وشهدت كيف يحتهد الرجل فى اسناد القوات المسلحه ورفع همتها و فى نفس الوقت يعمل على الهاب حماس منسوبيه فى وزارة الطاقه ليصطفوا مع جنود القوات المسلحه كتفا بكتف حتى ان تحرير المنطقه فى غرب النوير يستتبعه ادخال حفارات البترول فى نفس اليوم حتى اختلط دم الجنود بدم مهندسي وعمال البترول وارتقت الارواح وعرجت الى بارئها من الطرفين وكان الغربيون يطالبون الحكومه بالتفاوض مع التمرد ويرفضون وقف اطلاق النار خلافا لاى تجربه تفاوض فى العالم(fight and talk) لكن الانقاذ واجهت كل ذلك بعزيمه جباره وقابلت بشعار قاتل وعمر( build and fight).

 

 

لم اتفاجا ابدا بما اصدرته المحكمه اليوم ببراءة د.عوض الجاز وآخرين فرجل بهذه السيره والمسيره الجهيره لن يلوث جلبابه الابيص الناصع بلعاعه الدنيا الفانيه وليس عجيبا ان يحدث ذلك فى ثنايا عجائب الزمن القحتى فهولاء هم ذاتهم الذين اعاقوا مشروع تقدم السودان واصطفوا مع اعدائه وقاتلوا معهم بالتخابر والدعوات للحصار .

 

نعم الشعب السودانى سيكتشف ولو بعد حين الرجال من اشباه الرجال وسيميز الصادقين من المنافقين وسيدرك الغث من السمين.

 

و سيقدر جهده كل وطنى ومنصف وسيخزل كل عميل ومنافق.

 

  الرئيس الصينى كرم د.الجاز ضمن زمره قليله كان لها الاثر العظيم فى تنمية شعوبها وتغيير واقعها.

 

 

ولكن ليس لنبى مكرمة فى قومه

واما الزبد فيذهب جفاءا واما ماينفع الناس فيمكث فى الارض

 

 

الهادى محمد على سيدأحمد 

الخرطوم ٥ يونيو ٢٠٢٢

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خدماتنا
زر الذهاب إلى الأعلى