(رئيس جديد للحكومة في السودان) … تحديات المرحلة ..!
بقلم : إبراهيم عربي
كشفت المصادر أن رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة إنخرط في مشاورات واسعة في بورتسودان مع قيادات سياسية ومجتمعية بالداخل ملتمسا رؤاهم بشأن إختيار رئيس وزراء وتكليفه بتكوين (حكومة لإدارة الأزمة في البلاد) من الكفاءات الوطنية المستقلة خلال أسبوعين بسلطات كاملة إلى حين إنعقاد مؤتمر الحوار السوداني السوداني المتوقع للتوافق على مرحلة ما بعد الحرب ومواجهة التحديات الداخلية والخارجية ..!.
في الواقع أن الحكومة أصبحت بدون رئيس وزراء منذ أن أعلن الدكتور عبد الله حمدوك رئيس وزراء حكومة الثورة إستقالته في العاشر من يناير 2022 هاربا بعد فشله علي مدي عامين من الحكم
وبالتالي أي (طربقة) أو إدعاءات لأسامة وهبي وأمثاله بشرعية حمدوك رئيسا للوزراء نوعا من السخف والهبل و الإعتباط ..!.
قدم حمدوك إستقالته عقب محاولة إنقلابية كانوا متفقين عليها مع البرهان وحميدتي ورفاقهم ولكنهم إختلفوا في أدواتها وشخوصها في 25 إكتوبر 2021 أدت لإلغاء بنود في الوثيقة الدستورية التي كانت تحكم الفترة الإنقالية، و منذ وقتها أصبحت البلاد تحكم بسياسة الأمر الواقع بين الشد والجذب حتي إندلعت الحرب بتمرد حميدتي بقوات الدعم السريع التي يقودها وكانت ذراعا مؤتمنا للقوات المسلحة والتي عهدت إليها كثير من المهام الإستراتيجية ، و منذ وقتها تعددت المطالبات بضرورة تكوين حكومة حرب لإدارة الأزمة ، بينما لوح بها البرهان مترددا ولازال الرجل مترددا حتي هذه اللحظة أيضا والرؤية الكلية غير واضحة المعالم ..!.
تلكم الأوضاع فرضت ترقيع للحكومة بتصعيد عثمان حسين من طاقم حمدوك رئيسا مكلفا للوزراء ومن خلفه تصعيد المدراء العامين لمنصب الوزراء مكلفين وأمناء الحكومات بالولايات ولاة مكلفين مع بعض التعديلات هنا و هناك ولكنها خلقت واقعا سيئا (حكومة ضعيفة بلا طعم و بلا رائحة) فكان دور بعضهم مجرد أداء واجب ، لاسيما و أن معظمهم من حكومة حمدوك (قحت) فيما كشفت حالات أن من بينهم عناصر مؤيدة للدعم السريع مثلما قال الجنرال العطا أن الدعم السريع لازال يعشعش داخل الحكومة وداخل بنك السودان وغيره ، فيما إحتفظ شركاء الكفاح المسلح وفقا لإتفاقية جوبا بقسمتهم 25% في الحكومة ..!.
و بالتالي أصبح تكوين حكومة لإدارة الأزمة واقعا مطلوبا بصورة عاجلة لا سيما وأن الحرب فرضت واقعا سيئا من الأزمات والبلاد تم تدميرها تنمويا وخدميا وأصبحت علي حافة الإفلاس ومجاعة محتملة إن لم يكن اليوم فغدا ، و لذلك و لا بد من إختيار كفاءات مستقلة سياسياً و لكنها قادرة علي التفكير خارج الصندوق و يجب أن يكون دعمها للجيش واضحاً لا يقبل اللبس والمجاملات لأن الحرب بذاتها أصبحت تتجه لمراحلها النهائية لحسم التمرد ، و لذلك جاءت مشاورات البرهان مع القوى السياسية المساندة للقوات المسلحة لتلمس رؤاها لتشكيل الحكومة الجديدة التي ظلت مطلبا شعبيا ..!.
شخصيات عديدة لمع إسمها لتقلد منصب رئيس وزراء حكومة الأزمة علي رأسها الدكتور كامل إدريس القريب من المجتمع الدولي ، ووزير المالية الحالي الدكتور جبريل إبراهيم وهو من كوتة الكفاح المسلح شركاء إتفاق جوبا ، البروف محمد الأمين المدير الأسبق لجامعة النيلين و أستاذ الطب الجامعي المعروف و آخرين كثر ولسنا هنا بصدد ذكرهم جميعا بقدر ما يهمنا أن نتساءل لماذا المطلوب رئيسا للوزراء وماهي مطلوبات وتحديات المرحلة ..!.
الواقع أن السودان في الوقت الراهن يعاني تعقيدات كثيرة (أمنية ، سياسية ، إقتصادية وإجتماعية) ولذلك المطلوب رئيس حكومة يعي هذه التعقيدات الداخلية والخارجية وقادر على إنقاذ البلاد من واقعها الحالي التي تواجهها فيها الأزمات من كل فج ، رئيس حكومة شخصية قوية ولها رؤيتها وبرنامجها لإدارة الدولة وعلى قدر من الاستقامة السلوك والهيبة وله كاريزما تجعله قادرا على إدارة الدولة منفتح الأفق يفكر خارج الصندوق ويستطيع أن يخترق جدران علاقات البلاد الخارجية وتقاطعاتها في الراهن الدولي لاسيما وأن البلاد لازالت تخوض حربا شرسة تشارك فيها (20) دولة ومنظمة وهي بمثابة غزو خارجي يتطلب وحدة جمع صف أهل السودان وبالتالي تدرك تماما مثل هذه التحديات والتعقيدات ..!.
إما بشأن ولاة الولايات وحكوماتهم فإن بعضهم (جنازة بحر) ومنهم من كبلتهم التحديات كأنهم (خشب مسندة) وبالتالي تحتاج لتغييرات جذرية وفقا لمعايير الكفاءة ومطلوبات تحديات المرحلة ..!.
الرادار .. السبت 29 يونيو 2024 .