(مجزرة كررى) .. تطورات خطيرة للحرب ..!
بقلم : إبراهيم عربي
في الواقع إنها تطورات منهجية خطيرة للحرب في السودان ، إذ إرتكبت مليشيا الدعم السريع الإرهابية أمس الثلاثاء العاشر من ديسمبر 2024 مجزرة بشرية جديدة خلفت أكثر من (65) شهيدا والمئات من الجرحى ، جراء إستهدافها حافلة ركاب ومواطنين في سوق الحارة (17) كرري بأم درمان وهي منطقة مأهولة بالسكان قصفتها المليشيا الإرهابية بالمدافع طويلة المدى ..!.
الحادثة تكشف عن منهج جديدة وتطورات خطيرة في أساليب القتال في السودان وقد برزت منذ 26 سبتمبر الماضي حينما عبرات القوات المسلحة (ثلاثة) من الجسور من أم درمان إلي الخرطوم والخرطوم بحري لأول مرة منذ (18) شهرا تقريبا من سيطرة المليشيا عليها ، وانتقلت بذلك من مرحلة الدفاع إلي مرحلة الهجوم .
بالطبع أزعج هذا الإنتقال المليشيا المتمردة وأربكت حساباتها، ولخبطت حسابات الكفيل ، فيما أضاف عليها هزيمتها في جبل موية وفتح الطريق بعدا آخر لتعلن المليشيا عن الخطة (ب) بالمزيد من الإنتهاكات طالت المواطنين بولاية الجزيرة في أنفسهم واسرهم ووممتلكاتهم والتي زاد عليها إنسلاخ كيكل (كيل بعير) ، أدانتها الأمم المتحدة والمنظمات الدولية .
وليس ذلك فحسب بل في أسوأ عملية ماكرة طالبت مليشيا الدعم السريع الإرهابية المواطنين أمس الثلاثاء العاشر من ديسمبر إخلاء بعض المنازل في مناطق شمبات الحلة بالخرطوم بحري خلال (24) ساعة ، وقد ظلت المليشيا تتهرب من مواجهة القوات المسلحة وبل ظلت تستهدفها متخفية وسط المواطنين ، كما تستهدف المناطق المأهولة بالسكان بالمسيرات والمدافع طويلة المدى .
علي أي حال كشفت المصادر أن المليشيا ظلت تتخذ من منازل المواطنين مخازن وأماكن لإخفاء المدافع ، مثلما أطلقت أمس الصواريخ من راجمة من داخل أحد أحياء كافوري إستهدفت المواطنين في كررى تعاملت معها القوات المسلحة بالرد ، وبل درجت المليشيا علي أن تتخذ من منازل المواطنين والمساجد والمستشفات والمدارس مناطق عمليات في القصف العشوائي وتقوم سريعا بتغير موقعها من مكان لآخر مما يصعب من عملية رصدها من قبل القوات المسلحة .
فيما لازالت المليشيا ترتكب الإنتهاكات بقصف المدنيين بمدينة الفاشر بالمسيرات الإنتحارية والمدافع غير آبهة لقرار مجلس الأمن الدولي (2736) ، وبل زادت عمليات إمداد المليشيا عسكريا من قبل الإمارات ورفاقها أكثر من (17) دولة فأصبح بموجبه مطار نيالا مهبطا اساسيا للتشوين سويا مع مهابط ترابية في بادية الكبابيش في شمال كردفان ومعبر أدري التشادي حيث دخلت أحدث أنواع المسبرات الإنتحارية والإستراتيجية المدافع والأسلحة والمدرعات والدبابات والمركبات والجنود المرتزقة ..!.
وبالتالي قالت مصادر أن القوات المسلحة قصفت أمس الأول مطار نيالا واليوناميد ومعسكرات لتدريب وتجميع عناصر مليشيا الدعم السريع ومتحركات ومناطق أخرى لإيقاف الإمداد المستمر للمليشيا ، فيما قالت الدعم السريع من جانبها أن طيران الجيش شن غارات علي مناطق سكنية في مناطق سيطرته بجنوب وشمال دارفور، وأكدت أن عمليات القصف طالت مدينة نيالا وكبكابية ومناطق أخرى أدت لسقوط مئات القتلى والجرحي من المواطنين .
علي كل أعتقد مالم تتوقف هذه الحرب تظل الإنتهاكات مستمرة ، وبالطبع ليست جديدة فقد إرتكبت مليشيا الدعم السريع العديد من المجازر البشرية في الجنينة والفاشر والجزيرة والخرطوم وولايات وكردفان وغيرها ، طالت المواطنين قتلا وتم دفن بعضهم أحياء ونهبت ممتلكاتهم واغتصبت حرائرهم وبيع بعضهن سبايا بدول أفريقيا وإحتلال منازل المواطنين وبل إفقارهم بصورة ممنهجة وتشريدهم لا جئين ونازحين ..!.
علي كل تزامنت التطورات الميدانية الاخيرة مع جولة شخبوط الإمارات لدول الجوار الإفريقي ودخول السلاح والمرتزقة إلي السودان عبر الحدود مع تشاد ومطار نيالا ومطارات أخرى ، وزادت وتيرتها مع جولات عبد الرحيم دقلو قائد ثاني الدعم السريع المطلوب دوليا ولقاءاته مع الجناح السياسي للمليشيا (تقدم) بهدف تكوين حكومة منفي في مناطق سيطرة الدعم السريع ..!.
في تقديري الخاص كل هذه التطورات ليست بعيدة عن الإمارات التي ظلت تمد المليشيا بالمسيرات وأحدث انواع الأسلحة الإستراتيجية والمرتزقة ، ولا اعتقد الحرب ستتوقف مثلما قال مجلس السيادة ، مالم تلتزم الإمارات وتوقف دعمها ، وبالتالي فإن القوات المسلحة تظل مسؤولة من حياة كل المواطنين في اليلاد بحكم القانون وسلطة الدستور .