متاهة حميدتي والقحاتة والإمارات
محمد أبوزيد كروم يكتب:
استمعت أمس الأول إلى مقطع فيديو يتحدث فيه الباحث الأكاديمي والقيادي السابق بالحزب الشيوعي المقيم بلندن صلاح البندر عن المؤامرة المرسومة على السودان والتي تنفذها مليشيا حميدتي .. حديث البندر هو عين الصواب الذي فهمه الشعب السوداني كله أو جله.
البندر تحدث بوضوحه المعلوم عن الدور الإماراتي الذي لن تستطيع أن تحيد عنه لأنها تنفذ في المخطط الصهيوني تجاه السودان والذي لا يقبل التنازل أو التراجع.. سيناريوهات كثيرة رسمها البندر لشكل الصراع في السودان منها الصراع السعودي الإماراتي المعلن والمكتوم، والموقف المصري المرتبك في صراع الدولتين ومصالح مصر منهما .. تعقيد كبير يكتنف المشهد السوداني دون أدنى شك.
-لم تتحرج الإمارات أو تخجل من اتهامات الدولة ممثلة في الفريق ياسر العطا، ولا في الغضب الشعبي العام والتصعيد الإعلامي العارم تجاهها.. فالامارات مأمورة ودورها وظيفي للصهاينة.
في الجانب الآخر ملاحظ جداً ارتباك الدجال حميدتي وهرولته لإيجاد مخرج وحل بعد كل جرائمه التي إرتكبها في السودان وشعبه وبعد أن رأى صعوبة المرتقى الذي ارتقاه..
هناك الضلع السياسي للمؤامرة مجموعة قحت وحمدوك واجهزتهم الإعلامية التي تعمل ليل نهار لتبييض وجه المليشيا الكالح لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
لم تعد فرية قتال الكيزان ودولة ٥٦ ممكنة بعد كل الذي حدث.. تسعة أشهر دفع فيها الشعب السوداني أثمانا غالية في كل شيء.. ودفعت فيها أسرة دقلو ومن معها أثمانا كبيرة وستدفع لسنوات قادمة جراء عدوانها وفظائعها..
الناظر لتحركات حميدتي والقحاتة ومحاولاتهم القوية لصنع واقع جديد يشملهم، يفهم مدى الهزيمة التي لحقت بهم جراء طيشهم ونزقهم وهم يظنون أن ١٥ أبريل نزهة انقلابية لتقاسم السلطة بينهم.
يبقى السؤال ..ما الذي سيناله حميدتي وأسرة دقلو من سلطة ونفوذ وجاه غير مستحق أكثر مما حصلوا عليه بعد نكبة أبريل ٢٠١٩ إلى ١٥ أبريل ٢٠٢٣!!؟ وما الذي ستناله قحت والرجل البلاستيكي حمدوك أكثر مما وجدوه بعد شراكتهم مع البرهان وحميدتي!!؟
هذه الورطة ليس منها حل إلا بالتوبة منها، والاعتراف بها والاستعداد لدفع الثمن.. أي محاولات لإنقاذ المليشيا وحاضنتها السياسية (تقدم) غير ممكن، ما قبل السبت ١٥ أبريل وما بعدها مختلف!!
المعركة أصبحت مكشوفة ومع الشعب السوداني وجها لوجه، لو كانت من نصيحة فأقدمها للمليشيا وقحت والإمارات، أن الخيارات اثنين لا ثالث لهما إما التراجع والاعتراف بالجرائم، أو الإستمرار في المعركة حتى النهاية .. أما خيار الانتصار أو المعالجة عبر تسوية معقولة فهذه غير ممكنة حالياً .. ليست غير ممكنة مع حكومة أو قيادة أو مؤسسة .. إنما ليست ممكنة مع الشعب السوداني .