دور الصحافة و الإعلام في معركة الكرامة ..!
بقلم : إبراهيم عربي
إنطبق علينا حال الرجل الشاكي مع الكاتب (العرضحالجي) الذي كتب له مظلمته ..!، الشاهد أننا ظللنا نكتب ونطالب وندافع عن حقوق الناس وما كنا نعلم أننا نعاني الظلم لهذه الدرجة من التعسف الذي كشفته الورشة ..! ، وبالطبع نشيد بجهود كل الزملاء الصحفيين والإعلاميين الصامدين في وجه صلف وعنجهية وتعسف التمرد رغم إفتقادهم لمؤسساتهم وممتلكاتهم لم يتوانوا بل ظلوا يرفدون مواقع التواصل الإجتماعي لوحا بديلاً في معركة الكرامة ..!.
مع الأسف الشديد إستهدفت قوات الدعم السريع بالحرب التي أشعلتها في البلاد منتصف أبريل 2023 و تمردها على سلطان الدولة بعد أن كانت ذراعاً مؤتمنا لدي القوات المسلحة ، إستهدفت الصحفيين والإعلاميين في أنفسهم و أهاليههم و ممتلكاتهم و مؤسساتهم الإعلامية والثقافية و بل أحدثت بإنتهاكاتها تلك تأثيرات سالبة عليهم ضمن كم هائل من الإنتهاكات المجتمعية ..!.
بلاشك فرقت الحرب جمعنا بين لاجئ يعيش تعسف اللجوء ونازح يفترش الثري مطرودا بمعسكرات النزوح وخائف بالداخل يتجنب تربص العدو ، وآخر هائم وقد أظلمت الدنيا في وجهه ..!، ولذلك لا أشك أن بعضنا من أهل الثقافة و الإعلام من المشاركين بالورشة بصالة الشمندورة ببورتسودان ، قد ذرف الدمع سخيا ..!، وفي تقديري الخاص إن إكتفت هذه الورشة فقط بذلك لكفاها نجاحا وقد رمى الأمير جمال عنقرة بحجر في بركة ساكنة ..!.
فالواقع إنه لأول مرة نكتشف عبر هذه الورشة الإعلامية المهمة المتخصصة تحت شعار (نحو دور رائد للثقافة والإعلام في السودان ..!) ، نكتشف هذا الكم من الظلم الذي وقع علينا ، قالها وزير الثقافة والإعلام الدكتور جراهام عبد القادر أن الخسائر المادية التي طالت الهيئة القومية للاذاعة والتلفزيون وهيئة البث تجاوزت 30 مليون دولار وقال لا تشمل المباني ، ولكنها بالطبع لا تشمل الآثار النفسية السيئة التي وقعت علي أهل الثقافة والإعلام مما أبعد بعضهم عن دورهم المطلوب في معركة الكرامة لمجابهة خطر تمدد الترسانة الإعلامية الهائلة للتمرد المدعومة بالدولار .
تجاوزت تقديرات خسائر الحرب (مائتي) مليار دولار حسب تقديرات غير رسمية ، وقال الوزير إن بلادنا ظلت تتعرض لزلزال عنيف خطط له شركاء محليين ودوليين للتربص بالسودان تصدت لهم القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى وقوات حركات الكفاح المسلح و المستنفرين وقال ان اهل السودان الذين نزحوا ولجأوا حتما سيعودون يوما ..! ، ودافع الوزير بشدة وقال ان الإعلام الوطني ظل حاضرا في معركة الكرامة ..!.
غير أن هذه الورشة المنهجية التخصصية التي حفلت بمشاركة واسعة من قيادات الرأي من صحفيين وإعلاميين و أكاديميين ، كشفت عن ظلم ٱخر لحق بإعلامين و صحفيين من الجنسين في المؤسسات الحكومية الثقافية والإعلامية النركزية و في ولاية البحر الأحمر خاصة ، بعضهم أو بعضهن ظلوا متعاونين لأكثر من (15) عاما ربما بسبب المحسوبيات و الجهويات والمناطقيات وربما غير ذلك ..!، فانطبق عليهم قول طرفة بن العبد حين قال (وظلم ذوي القربى أشدُّ مضاضةً … على المرء من وقع الحسام المهند ..!) .
و ليس ذلك فحسب بل كشفت الورشة أن بعض الزميلات يسكن بمعسكرات النزوح في بورتسودان التي تعتبر من أغلي الإيجارات في البلاد بسبب الجشع والطمع المجتمعي الزائد ، طرقنا هؤلاء أبواب الوالي ولكن مع الأسف لم يجدن ولو مجرد نظرة ..!، فلا أدري هل يعلم والي البحر الأحمر اللواء ركن معاش مصطفي محمد نور (محرر سرونق بجبل مرة) مايدور بدهاليز مكتبه أم لا فإن كان لايعلم فتلك مشكلة وإن كان يعلم فتلك مشكلتين ، و سنعود لذلك في مقال منفصل إن شاء الله ..!.
و لكن لابد من إشادة بأن الورشة جمعت وحدة أهل الثقافة و الإعلام لاجئين و نازحين في ظل هذه الظروف ،
فكانت لفتة بارعة من قبل مركز عنقرة للخدمات الصحفية و بالطبع تجد منا التقدير الخاص للأمير الزميل جمال عنقرة شخصياً فكانت مبادرة هادفة فباركها نائب رئيس مجلس السيادة الفريق مالك عقار للتأسيس عليها لرسم سياسات لمستقبل رائد للثقافة والإعلام في السودان ، متعهدا لدي مخاطبته الجلسة الإفتتاحية أمس بدراسة مخرجاتها لتكون نواة لدور رائد مطلوب تساعد الحكومة لأن تحكم جيدا العلاقة الجدلية بين الإعلام والسياسة بشكل جديد مبني على مبدأ الاحترام المتبادل بعيدا عن أدلجة الإعلام وتسيسه ..!.
الرادار .. الثلاثاء 14 مايو 2024 .