أكتب معنا
آراء ومقالات

لهذا يفرحون بتحرير الإذاعة يا مناع..؟!

لهذا يفرحون بتحرير الإذاعة يا مناع..؟!

ضياء الدين بلال

 

سأحاول من خلال هذه المساحة، مُساعدة المدعو صلاح مناع في فهم لماذا فرح الشعب السُّوداني بتحرير الإذاعة التي يعتبرها (مناع الخير ) مجرد (بيت) لا غير ..؟!

 

وما الذي يجعل الفرح بتحرير مباني الإذاعة والتلفزيون من قبضة المليشيا يبلغ هذا المَـدَى من الاحتفاء الوطني الواسع النطاق؟!

 

و لماذا التركيز والاهتمام العام كان منذ فترة ليست بالقصيرة بهذه المبنى ، و ليس غيره مثل القصر الجمهوري و مباني الوزارات و مقار الشرطة ؟!

 

و لماذا يتم التركيز في الوسائط الإعلامية على الإذاعة دون التلفزيون، رغم أنّ الأخير هو الأكثر حُضُوراً في الحقب الأخيرة، و أجهزته هي الأغلى ثمناً، وحُضُور الإذاعة في تراجع منذ عقود؟!

 

شرحٌ تمهيديٌّ:

في كل الانقلابات العسكرية الناجحة والفاشلة والتي بلغت ١٨ انقلاباً منذ الاستقلال إلى اليوم، كانت مباني الإذاعة و التلفزيون في صدارة بنك الأهداف في تلك المُحاولات الانقلابيّة.

 

صحيحٌ قبل ثورة الاتصال وسماوات الإعلام المفتوحة أمام الجميع للإرسال و الاستقبال ، كان من يُسيطر على الإذاعة و التلفزيون يمتلك الكلمة الأخيرة في ماراثون الوصول إلى السُّلطة.

 

تفسيرٌ ضروريٌّ :

 

الفرح بتحرير الإذاعة والتلفزيون يا مناع يتجاوز القيمة العسكرية للمكان و الرغبة في تدمير قوات المليشيا الموجودة فيه، و القيمة السعرية للأجهزة والمعدات، و القيمة السِّياسيَّة المُترتِّبة على الصِّـراع.

 

هو فرحٌ شعبيٌّ خالصٌ يحتفي بالرمزية الوطنية والثقافية للمعاني التي تمثلها الإذاعة في وجدان الشعب ،لا القيمة السعرية أو العسكرية للمباني .

 

هو فرحٌ بعودة الذاكرة الوطنية والثقافية لشعب وجد ما بين صباح ومساء أنه فَقَدَ كل شيء في حاضره، ويخشى أن يفقد المُستقبل كذلك في أمارة آل دقلو..!

 

فَقَدَ الوطن في حيِّزه الجغرافي، والدولة بمؤسساتها وهياكلها، وفَقَدَ مع ذلك ممتلكاته الخاصّة.

 

عَشَان تفهم يا مناع :

 

الإذاعة دون غيرها من المؤسسات، هي التي أسهمت في تشكيل الوجدان الوطني وصناعة سودان ٥٦ الثقافي بمشتركاته المُتعدِّدة وركائزه المتينة.

 

فشلت المليشيا ومناصروها في إيجاد مشروع قابل للتسويق لتبرير حربها، فظَلّت لأكثر من أحد عشر شهراً تتخبّط في الاحتطاب الليلي.

بدأت الحرب تحت مسوغ استهداف قيادة الجيش (البرهان وكباشي والعطا).

ثُمّ انتقلت لحماية الانتقال الديمقراطي وتحقيق الحكم المدني.

 

وما بين الخيارين، تمسّكت بخيار القضاء على الفلول والكيزان وهي أسوأ منتجات حكمهم..!

 

وعندما عجزت عن تسويق تلك المشاريع وافتضح أمرها بعمليات النّهب والسّلب والاغتصاب، اختارت سرقة مشروع مُناهضة دولة ٥٦ الخاص بالحركات المسلحة لتغطية سواءات فعائلها.

 

فإذا بالمليشيا وَبِكُلِّ غباءٍ تنزلق في مُستنقع مُواجهة عسكرية مُتعدِّدة الجبهات في دارفور وكردفان والشرق والوسط والشمال.

 

وتسقط عامودياً في مواجهة خاسرة مع سودان ٥٦ الثقافي، الذي أسهمت في تكوينه الإذاعة السُّودانيّة أو (البيت) على فهم مناع القاصر .

 

وماذا تعني الحرب ضد سودان ٥٦ الثقافي يا مناع؟!

 

تعني :

أنت والمليشيا ضد الأزهري والمحجوب وعبد الخالق والترابي والطيب صالح والطيب الجد وعبد الله الطيب والطيب عبد الله وفرّاج الطيب وحواء الطقطاقة والفيتوري وحامد بريمة وجكسا ومحمود عبد العزيز وكمال كيلا ونادي الربيع وفريق الموردة وحمام الوادي وست الاسم وست الودع والسمبلاية وود اللمين وحمد والديبة والمتحف القومي والمسرح القومي واستراحة أطفال السرطان وجنة الأطفال وربوع السُّودان ومؤتمر إذاعي وصالة العرض وعقد الجلاد وفرقة الأصدقاء وروضة ماما حنان والجمعة في شمبات وزهرة السوسن والمحطة الوسطى وأبو جنزير والمسالمة وقلب الجزيرة وأرض المحنة وحبّيت عشانك كسلا وعبير الأمكنة والجرح والغرنوق وأم درمان تأتي في قطار الثامنة والجنقو مسامير الأرض وهلال كادُقلي ومريخ الفاشر….

وإذاعة هنا أم درمان…!

 

#الدعم #السريع #البرهان #حميدتي

#السودان

#الجيش

#قحت

#تقدم

#حمدوك

 

#sudan

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خدماتنا
زر الذهاب إلى الأعلى