وزير الطاقة الإيجابية
بعد رحلة نزوح طويلة استقر بنا المطاف في احدي القرى شرق مدينه رفاعة، طاب لنا المقام ولكن عكر صفونا الانقطاع الدائم للتيار الكهربائي الذي يغيب لأكثر من ثمانية عشر ساعة يوميا مما يؤدي الي تلف الكثير من الأدوية والخضروات واللحوم بالثلاجات، وكذلك تأثير كبير على ذوي الأمراض المزمنة وكبار السن .
ولما تطاول أمد الأزمة قرر سكان القرية تكوين وفد للذهاب لمكتب كهرباء رفاعة للمطالبة بالبرمجة العادلة أسوة بسكان المدن القريبة التي يتم قطع الإمداد عنها لمدة ثمانية ساعات، فقلت لهم لا تذهبوا فنحن نعلم الوضع العام للدولة في ظل الحرب وتوقف أعمال الصيانة واحتمالية انقطاع الوقود المستخدم في التوليد الحراري بالإضافة للقطوعات المفاجئة التي تحدث نتيجة للإشتباكات العسكرية وإحتمالية سقوط أحدي القذائف علي خط ناقل يودي لخروجه عن الخدمة، وسردت لهم عدد من المشاكل الفنية التي تعيق العمل بقطاع الكهرباء ، لمست منهم تقديرا لما يحيط بالبلاد من ظروف ووعدتهم بأن أساهم بما أستطيع من خلال علاقاتي بمؤسسات الدولة .
في مساء ذات اليوم اتصلت بالاخ سكرتير مجلس الوزراء وطلبت منه رقم الهاتف الشخصي لوزير الطاقة والنفط الذي لا اعرف حتي اسمه ، اعطاني السكرتير الرقم مشكورآ فأتصلت بالسيد الوزير ولم يستجب فتراسلت معه عبر تطبيق واتساب وبعد التحية قمت بتسجيل مقطع صوتي شرحت فيه ما نعانيه بالتفصيل غير الممل وقلت له هذه شكوى من مواطنين في قرى بعيدة ومنسية وقد انتشرت امراض الملاريا بفعل الباعوض والنوم بالحيشان لانقطاع التيار الدائم ، تفاجأت برد السيد الوزير خلال خمسة دقائق بأنه تم تحويل الشكوي لجهة الاختصاص وطلب مني إذ لم تحل المشكلة أن أعود له مره اخري ، حمدت الله بأن جعل لنا في هذا الزمان امثال هذا الوزير الذي يستمع ويعي ثم يسعي لوضع الحلول ومتابعة الشكاوي حتي تحل ، ثم أتت رسالة أخري من السيد الوزير محولة من مدير عام شركة توزيع الكهرباؤ مهندس امين عثمان يوسف يوضح فيها اسباب المشكلة التي تتمثل في خروج كهرباء شمال الجزيرة عن الخدمة بسبب الاشتباكات العسكرية وإضافة احمالها للوسطي مما زاد عدد الساعات وان مهندسيهم والفنيين يصلون الليل بالنهار من أجل إتمام أعمال الصيانة واستقرار التيار وراحة المواطن، وطلب مدير التوزيع من الوزير بالنيابة عنه الاعتذار لشخصي مع وعد باستقرار التيار اعتبارآ من نهاية هذا الأسبوع ..
الحقيقة مهندسي وفنيي وموظفي الكهرباء جنود مجهولون يقومون بأعمال لا تقل اطلاقا عن المقاتلين في الجبهات الامامية في ظل ظروف توقف الصيانة الدورية بسبب الحرب وصعوبة الحصول علي الاسبيرات وعدم صرف المرتبات إلا أننا لا نزال ننعم بتيار كهربائي .
ومن هنا أوجه التحية لوزير الطاقة الإيجابية والنفط وربانها الماهر الدكتور محي الدين نعيم وأركان حربه قاطبة دون تمييز فامثال هؤلاء الرجال هم ما نحتاجهم بعد الحرب من أجل الاعمار ونهضة السودان، والتحديات التي يمر بها قطاع الكهرباء كبيره وان كثير من قطاعات البنية التحية تحتاج لمجهودات الوطنيين حتى تنهض من جديد وتعود إليها الروح ، ومن أهم أعمدة البناء في بلادنا هو توفر الإرادة وقوة الإيمان بأن هذا الوطن يستحق أن نبذل في سبيله أقصى ما نستطيع وأجمل ما يمكن ، وأن نتحلى بالطاقة الإيجابية والأمل اللازم للبناء والتنمية .
????️ المغيرة الجميعابي