عثمان أبوشوك يكتب … 9طويلة دُق الجِلد ما تخرب الراس
9طويلة دُق الجِلد ما تخرب الراس
✍️عثمان ابوشوك
تناولت الاسافير العديد من الصور والفيديوهات لتسعة طويلة وهم في قبضة المواطنين يضربونهم بلا رحمة ولا شفقة وهم يستحقون ذلك…
… ظاهرة تسعة طوييلة ظاهره غريبة ودخيلة على المجتمع السوداني بتماسكة وترابطه الاجتماعي… ظل هؤلاء المتفلتون يثيرون الرعب والذعر في نفوس الناس الامر الذي جعل الناس يتحركون بحيطة وحذر في رواحهم وغدوهم في زياراتهم لاهلهم في الاسواق وفي كل الاماكن ظلت تسعة طويلة تؤرق الناس وتغض مضاجعهم في الليل والنهار… وغياب القانون والعقوبات الرادعة وعدمها جعل المتفلتين يسبحون في هذا المستنقع الآسن وراح العديد من الناس ضحايا لهم من الجنسين.. والحقيقة ان السيولة الامنيه وعدم تطبيق القوانين ارض خصبة لانبات هذا النوع من الناس عديمي الضمير والانسانية ان يعيثوا فسادا في الارض ويرهبون الناس…
هذه الظاهرة الدخيلة ألقت بظلالها على حياة الناس وعكرت صفوهم ومزاجهم… والغياب الكامل للقانون ودور الشرطة المنعي ووجود قوات نظامية قادمة لتوها من اراضي المعارك والاقتتال بالاضافة لظروف معيشية قاهرة وانزواء كامل لدولة تفتقر للادارة الرشيدة وتراكمات وتشوهات لاكثر من ربع قرن طبيعي ان تطفو مثل هذه الظواهر على السطح وبالتالي تخيم بسلبياتها علي حياة كل الناس..
أمر مؤلم وفاضح ان ترى الناس تقتص لنفسها في الشارع العام بضرب اللصوص وحرق مواترهم على الملأ ولا يجد تسعة طوييلة التعاطف والشفقة من الانسان السوداني الرقيق بطبعة ويتأثر لاقل المواقف الإنسانية…
لم يجد المواطنون مناصاً من ان يطبقوا القانون بأنفسهم لحماية انفسهم وممتلكاتهم وايضا هذا امر طبيعي في غياب العدالة والامن المجتمعي وهذا قمة الانزلاق للهاوية العميقة…
طبيعي ان هؤلاء اللصوص الجناه هم مننا وفينا ولديهم اسر واهل يعرفونهم بل وامهات قد يشاهدن هذه العقوبات لفلذات اكبادهن وايضا هذا امر غايه في الإيلام والوجعة… اذن ماهي الحلول لكبح جماح هذا السيل من الاعتداءات والترهيب!؟!
ودعونا دوما نقول ان تأتي متأخرا خير من ان لا تأتي.. بالطبع لايمكن ان تسير الامور كما هي عليه. اولا يجب تطبيق قوانين رااادعة لكل من تسول له نفسة للقيام بهكذا عمل مستهجن ومرفوض وفق القانون والاعراف.. والملاحظ ان كل افراد تسعة طويلة هم من الشباب الذين يمكن الاستفادة منهم ومن طاقاتهم المهدورة في سرقتهم لممتلكات الناس والعمل على توفير فرص لهم باشاعة السلام والتدريب على ممارسة حرف يستفيدون منها وفتح نوافذ امل للشباب وصقل قدراتهم ومواهبهم..
على الدولة ايضا محاولة دمج واصلاح الافراد الذين يتبعون للحركات المسلحة وتوعيتهم بأهمية انهم قوات نظامية يجب ان تقوم بدورها الفاعل تجاه الوطن والدوله على حدٍ سواء… او بإخراجهم من العاصمة والتي تريفت لدرجة انها اصبحت كالغابة القوى فيها آكل والضعيف مأكول وهذه هي سياسة انسان الغاب الذي يعود بنا الى ازمانٍ وعصورٍ سحيقة…
والملاحظ حتى المواطنين عندما يقبضون على تسعة طويلة يتعاملون معهم بشىء من اللطف والرفق. والعقاب الذي يجعلهم يتخلون عن ممارسة هذا العمل المنكر بضربهم على اجسادهم فقط دون الايذاء والضرب في الرأس… وايضا هذا يعتبر سلوك همجى يثير الإشمئزاز والتقزز… لكن ليس باليد حيلة واخر العلاج الكي… للمواطن الحق الدفاع عن نفسه في حال الغياب التام لدولة القانون..
وتبقى المقولة السائده في ثقافتنا(دُق الجلد ما تخرب الراس) وربما يكون هذا الأسلوب درسا وعظة لتسعة طويلة وتكف عن هذه الممارسة اللعينة…. واحسب ان الشعب قادر على حماية نفسه وعرضه وتبقى تسعة طويلة مجرد ظاهره نتيجة لتشوهات سياسية واقتصادية واجتماعية وامنيه.. حيث ان الدولة دوما لا تهتم بوضع الاستراتيجيات التي تهتم بالتنمية البشرية والاستفادة من امكاناتها وتسخيرها لخدمة البلاد والعباد… مؤلم ان نرى شخص يُضرب في ظل غياب تام للقانون
✍️عثمان ابوشوك