أكتب معنا
آراء ومقالاتتقارير وتحقيقات

سودانيون ضد السودان (1 -2)  

سودانيون ضد السودان (1 -2)

بقلم : إبراهيم عربي

لا أدري إن كان ذلك مبعث فرح كما صفق له بعض الحضور أم مبعث حزن عميق لجرح غائر جراء مآلات الأوضاع في البلاد بسبب الحرب التي تسببت فيها قوات الدعم السريع بتمردها علي الدولة 15 ابريل 2023 بعد أن كانت ذراعا مؤتمنا لدي القوات المسلحة نقضت العهد وخالفت الوعد فأوردت البلاد مورد الهلاك ..!.

 

هي كلمات إسترسل فيها السفير المصري بالسودان هاني سلامة لدي مخاطبته مناسبة إجتماعية (إفطار رمضاني) علي شرفه أمس السبت بمنتجع رويال ببورتسودان ، بمبادرة من مركز عنقرة للخدمات الصحفية ، ذهب الرجل مشخصا ماحدث بالبلاد علي إنها مؤامرات خارجية علي السودان ولكنها حدثت بسبب خلافات السودانيين فيما بينهم ، سماها (حرب السودان ضد السودان) .

 

المناسبة جمعت ثلة من الزملاء الصحفيين والإعلاميين ذكورا وإناثا ونفر من المخرجيين والدراميين والمنتجيين وأهل الثقاقة والادب والفن والسياسة وبعض الأعيان فكانت بمثابة فرصة نادرة للزملاء الصحفيين قل أن يجتمع لها هؤلاء في ظل هذه الظروف العصيبة التي فرقت جمعهم بين نازح ولاجئ وآخر لايزال يشق طريقه مترددا بين الهروب لمصير مجهول بالخارج وقدر يترصده بالداخل لمهنة طاردة أصبحت (مهنة لكل من لا مهنة ..!) حيث تغول وتهيمن عليها آخرون حتي الحكومة التي ينتظرونها لأن تنصفهم أصبحت تتعامل معهم بسياسة (خيار وفقوس ..!) .

 

وليس بعيدا عن ذلك أطلق السفير المصري عدة تساؤلات فكانت رسائل بليغة في البريد متحسرا علي غياب أهل الإعلام من كتاب وادباء وأهل الفن والثقافة والمسرح دون التوثيق لهذه الحرب اللعينة لحظة بلحظة ، وقال أن الحياة توقفت فنيا وثقافيا متبنيا تمويل فلم تلفزيوني عشرة دقائق أسماه (هروب وشروق وغروب) ليعكس مٱسي الحرب والخراب والدمار في البلاد .

 

فيما كشف السفير هاني سلامة عن بشريات إتفاقيات جديدة بين السودان ومصر بشأن الأقامة وفقا لمخرجان زيارة الرئيس البرهان ووزير الداخلية سايرين ، وقال أن رسالته الخاصة لنا حافظوا علي بلدكم السودان للحفاظ علي مصر وعلي العلاقات القوية بين الشعبين الشقيقين ..!.

 

علي كل أغلق السفير المصري الباب موصدا أمام كافة الحلول الخارجية قائلا لا أحد يستطيع حلها إلا بالتوافق بين أهل السودان أتفسهم ، وقال هم قادرون علي ذلك متي ما توحدوا وخلصت نواياهم لأجل وطنهم ..! ، وبل منحنا سعادة السفير المصري الأمل قائلا أن (سودان اللاءات الثلاثة) لايزال قويا ولم ولن ينهار وقادرعلي بناء مستقبل مشرق لأهله ..!، وقال أن البداية بدأت من الفريق القومي نموذجا ..!.

 

غير أن كلمات المتحدثين كما جرت العادة في مثل هذه المناسبات واللقاءات الإجتماعية لم تتجاوز عبارات الشكر والثناء ولكنها لا تخلو من رسائل ولذلك أشادوا بالجهود المصرية وتعاملها مع اللاجئين السودانيين بصورة خاصة كما أشادوا بالمبادرة والحق يقال أن الزميل جمال عنقرة ظل يقدم الكثير من المبادرات لأجل لم شمل أهل السودان وتوحيد كلمتهم قبل وبعد الحرب وآخرها مبادرته التي إكتملت بنجاح بتأسيس الجبهة الشعبية السودانية وإختياره أمينا عاما لها والناظر ترك رئيسا بعدما إعتذر عنها مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة فلا أدري لماذا إعتذر الرجل وقبل بغيرها بلاشك سمح القول في خشم سيدو …!.

 

بكل أسف أدخل (الشايب ..!) كما يحلو لأنصاره تسميته الرجل المخضرم بخبرته الطويلة (خمسين) عاما معارضا سياسيا وعسكريا ، أدخل كومرد عقار نفسه في (غابة حسكنيت ..!) رئيسا لتنسيقية القوي الوطنية (تقوط) الوليدة التي إنتقدها كثيرون لممارستها الإقصاء السياسي وقالوا إنها مارست ذات سياسة الإتفاق الإطاري الذي كان أقوى أسباب إندلاع الحرب ، كتب عنها الدكتور بحر إدريس أبو قردة (السياسي بتسع) مقالا مهما أطلق عليه (مهالك الإقصاء ..!) .

 

.. نواصل

الرادار .. الأحد 17 مارس 2024 .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خدماتنا
زر الذهاب إلى الأعلى