إستقال علي أدروب فلم ينكسر الإناء و لم ينسكب اللبن

هاشم الامين ابوامنة يكتب
《《 من الآخر 》》

استقال علي ادروب فلم ينكسر الاناء ولم ينسكب اللبن

سياسة دق القراف خلي الجمل يخاف أتت أكلها

أجبر علي أدروب على الإستقالة و أنتصر المجلس الأعلى على نفسه

تسارعت الأحداث و تواترت منذ أن تولى الأستاذ علي أدروب مقاليد الحكم خلفا للمهندس عبد الله شنقراي آخر والي لحكومة قحت الأولى.. وكان لخروجه المباشر عبر قناة البحر الأحمر و طرحه لبرنامج عمله الذي يهدف لاعادة الولاية و محلياتها ومدينة بورتسودان الى رونقها و بهجتها و سيرتها الأولى فعل السحر في نفوس المواطنين الذين استبشروا فيه خيراً ، وبالفعل لم يخذل التوقعات اذ نجح نجاح منقطع النظير و جند كل خبراته الإدارية و التنفيذية في هذا الجانب و أصبحت الصورة تتحسن شيئا فشيئا .. ولكن سرعان ما علت بعض الأصوات تطالب بأقالة الوالي ثم تعلن التصعيد و الإعتصام امام رئاسة حكومة الولاية.

أعلن المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة مسؤوليته عن الإعتصام عبر أمينه العام الذي بين أن برنامج التصعيد سيمتد لاغلاق العقبة ثم إغلاق كل الشرق اذا لم يف المركز بمطالبهم ، فيما أكد الأمين السياسي للمجلس عبر قناة سودانية ٢٤ تأييدهم لكل خطوات التصعيد التي تمت مبيناً دعم الوالي لاتجاه المسار الذي ظل يرفضه المجلس جملة وتفصيلا.

فيما آثر رئيس المجلس الالتزام بالصمت طيلة هذه الفترة إلى أن خرج بتصريحه الأخير موضحاً موقف المجلس من اجتماع الوالي مع بعض القيادات التي يحسب المجلس أن لها دور في خرق القلد و هي ضليعة في حادثة مقتل وحرق جثة الشهيد أركه إبان فترة المشاكل القبلية التي أشعلت فتيل الأزمة في ولايات شرق السودان و التي ما زالت قيد مراحل التقاضي بجانب بعض القضايا الخاصة بجمعية عمال الشحن والتفريغ..

و إزاء هذا الحال والإعتصام يفرض نفسه و يقول كلمته ظهر المناضل الثائر شيبة ضرار و يبين وقوفه مع السيد الوالي ظنا منه أن المجلس كان ضد الزيارة التي قام بها الوالي لقوات البجا في دارهم بديم المدينة .. كما أكد كثير من النشطاء عبر منصات التواصل الاجتماعي عن موقفهم الإيجابي تجاه الوالي علي أدروب و منهم هذا القلم الذي ما زال عند رأيه بأن أدروب أنجح ولاة ما بعد فترة الانقاذ على الأقل إدارياً وتنفيذياً أما سياسياً فيبدوا أنه خسر المعركة لحد كبير ..

و سياسياً انتصر المجلس الأعلى لنظارات البجا و العموديات المستقلة على نفسه واقول على نفسه بأن الأستاذ علي أدروب لا ينفك عن البجا فهو منهم واليهم ، وان أقيل أو استقال فلا إنكسر الاناء و لم ينسكب اللبن فقد أبلى بلاءاً حسنا و بذل جهداً كبيراً يذكر فيشكر ولله الحمد ..

أما الوجه الآخر لإنتصار المجلس فهو موجه للمركز و لخليفة أدروب و للسودان قاطبة وهي رسالة واضحة مستمدة من المثل العربي الشهير { دق القراف خلي الجمل يخاف } و هي تذكير بما فعله المجلس من قبل عندما تم إغلاق الشرق و كيف أدى ذلك للاطاحة بحكومة حمدوك و جماعته و بينت للسودان كله أن قوامة و إستقرار و توحيد السودان انما يتم عبر بوابة الشرق. والرسالة الأكثر وضوحا هي أننا لا نرضى الساومة بقضيتنا حتى من أدروب ابن جلدتنا.

أنتصر المجلس وأكد سطوته رغم أنه لم يستعمل الأسلحة الصحيحة في هذه المعركة وكاد أن يخسرها لولا محاصرة القوات الأمنية لموقع الإعتصام مما أستفز كل شعب البجا فهبوا لنصرة اخوانهم فتجلت شكيمة قادتهم وأرادوها بسيوفهم و خناجرهم نسخة جديدة من مجزرة ٢٩ يناير ضد السلاح الناري فإنسحبت القوات الأمنية و كبرت القضية فأجبر أدروب على حل أوحد لا ثاني له هو الاستقالة فحسب ..

أنتصر المجلس وكان له أن ينتصر منذو فترة طويلة اذا أستثمر امجاده فجمع أبناء البجا من القانونيين وما أكثرهم و جندهم للقضايا القانونية وجمع مهندسيه وفنييه لإعداد الخرط الأولية لرسم حدود كل المحليات بالولاية وكان له أن يجمع كل الإعلاميين من ابنائه لقيادة خط إعلامي موعد وقناة إعلامية موحدة وكان له أن يجمع شبابه ونسائه ومثقفيه على قلب رجل واحد وكلمة سواء.

أنتصر المجلس وكان له أن ينتصر إذا ما أستثمر فرصة تكون اللجان التي شكلها المركز لحل مطالبهم مثل لجنة ترسيم الحدود و لجنة تنفيذ القلد والنظر في تمثيل البجا في المجلس السيادي و الحكومة الإتحادية و غيرها من اللجان.. وكان للمجلس أن ينتصر اذا قام بتحصين قيادته من العموديات المستقلة الذين آثروا على المكتسبات الشخصية والفردية من نثريات وعربات فارهة وغيرها من الأساليب التي يتخذها المركز من أجل كسر شوكة المجلس الأعلى لنظارات البجا خاصة بعد أن قام باعتماد مجلس مناوئ لهم تحت إسم المجلس الأعلى للإدارات الأهلية بالسودان.

أنتصر المجلس وكان له أن ينتصر اذا كان قد انتهج النهج المؤسسي و اللائحي الذي يضبط المحاضر والاجتماعات و التصريحات و الأسس التنظيمية التي تعتمد على الحقوق والواجبات.. أنتصر المجلس رقم العشوائية التي تظهر في تصريحات قياداته ورغم آحادية مصداقية القرارات التي يتميز بها الناظر ترك لوحده .. حيث يظهر المجلس في كثير من الأحيان كمسرح الرجل الواحد في مسرحيات الراحل الفاضل سعيد الذي يكون في العادة هو المؤلف وهو البطل وهو المخرج والبقية عبارة عن كبمارس فقط ليس الا .

أنتصر المجلس بعد أن كان على وشك أن يختلف اعضائه وينحازوا الى مكوناتهم وقبائلهم وعشائرهم ويتشتت شملهم .. فحق لهم أن يفرحوا و واجب عليهم أن يشكروا ابنهم علي أدروب ومن بعده القوات الأمنية التي استفزت {الدورأيت} فنسي الجميع مكوناتهم وهبوا لنصرة القومية البجاوية .

أنتصر المجلس الاعلى و إستقال علي أدروب و ليس هناك اناء مكسور ولا لبن مسكوب والحديث في هذا الأمر ذو شجون وحتما سنؤوب.