أكتب معنا
ثقافة

التراث الثقافي السوداني ماضٍ عريق وحاضرٌ متجدد

د/ أمل سليمان بادي13-12-2020

تمهيد :

يعتبر التراث الثقافي على اختلاف أشكاله وأنواعه محل فخر واعتزاز للأمة فهو الدليل على العراقة والأصالة ويعبر عن هُوية الدول الثقافية باعتباره الصلة بين الحاضر والماضي ، وهو رصيد من التجارب والخبرات .كما يعد شاهداً لما كان يعيشه الأجداد والآباء ويجسد هوية الأمة التاريخية والحضارية باعتباره شاهداً مادياً على الحضارات القديمة و الدليل على إنجازات الإنسان عبر التاريخ ، غير أن هناك قصور في تناول دراسة التراث الثقافي وربطه بالتاريخ ، فكثيرة ومتنوعة هي الدراسات التي تناولت التراث وما أكثر ما كتب عن التاريخ .

 

لكن معظم ما كتب عن التراث كان بمنأى عن تاريخيته ، كما لم يحفل المؤرخون بدراسة التراث لذلك وجدت حلقة مفقوده بين الدراستين معاً تمثلت في عدم الربط بين معارف التاريخ ومعارف التراث ولعل أحد أسباب هذا القصور هو الخلاف حول تقويم التراث فهناك من يرى أن دراسة التراث تعتبر عائقاً امام الأخذ بالحداثة ، بينما يرى آخرون ضرورة الاهتمام به والعمل على تطويره باعتباره مستودعاً للأصالة(1) إن الحداثة و الأصالة ليسا نقيضين فكل النهضات في تاريخ الأمم والشعوب بدأت بحركة إحياء القديم والعمل على تطويره والنهوض به (2).

 

نتناول في هذه الورقة التراث الثقافي السوداني من منظور تاريخي قديم فالحضارة السودانية حضارة أصيلة ذات خصوصية نشأت نشأة محلية من خلال تجارب وممارسات وسلوك الإنسان الذي انتجها و الذى كان يسكن في الجزء الجنوبي من وادي النيل منذ عهود ضاربة في القدم فأنتج تراثاً ثقافياً متميزاً من أهم خصائصه الاستمرارية بحيث تطورت المورثات الثقافية السودانية عبر حقب تاريخية طويلة تبلورت فيها الثقافة المحلية بالعناصر الوافد اليها لتكون موروثاً حضارياً وثقافي سودانياً يمتاز بالتفرد.

لمتابعة المقال

https://ssc-sudan.org

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خدماتنا
زر الذهاب إلى الأعلى